في يوم من الأيام كان محاضر يلقي محاضرة عن التحكم بضغوط وأعباء الحياة لطلابه.
فرفع كأساً من الماء وسأل المستمعين ما هو في اعتقادكم وزن هذا الكأس من الماء؟
وتراوحت الإجابات بين 50 جم إلى 500 جم
فأجاب المحاضر: لا يهم الوزن المطلق لهذا الكأس، فالوزن هنا يعتمد على المدة التي أظل ممسكاً فيها هذا الكأس فلو رفعته لمدة دقيقة لن يحدث شيء ولو حملته لمدة ساعة فسأشعر بألم في يدي، ولكن لو حملته لمدة يوم فستستدعون سيارة إسعاف. الكأس له نفس الوزن تماماً، ولكن كلما طالت مدة حملي له كلما زاد وزنه.
فلو حملنا مشاكلنا وأعباء حياتنا في جميع الأوقات فسيأتي الوقت الذي لن نستطيع فيه المواصلة، فالأعباء سيتزايد ثقلها. فما يجب علينا فعله هو أن نضع الكأس ونرتاح قليلا قبل أن نرفعه مرة أخرى.
فيجب علينا أن نضع أعباءنا بين الحين والآخر لنتمكن من إعادة النشاط ومواصلة حملها مرة أخرى.
انتهت القصة ..
لكن المشاكل والأعباء بالطبع لم تنتهي ..
فهل سنتركها فوق أعناقنا حتى ترهقنا أكثر وتخور قوانا ونموت قهرًا دون أن نحرك ساكنًا ؟!
بالطبع لا
مادمنا نعلم أن الأعباء والهموم لن تنتهي فلا يجب أن نرهق أنفسنا بها طوال الوقت ..
فلنضعها جانبًا ولو لفترة وجيزة قبل أن يأتي "الاسعاف" .. وقبل أن نعيد حملها مرة أخرى فلنبحث عما نحب أن نفعله لنسعد ولو قليلاً .. ويكون لدينا في الحياة ما نبتسم عندما نتذكره ..
لنترك الهموم والأعباء التي نفشل في حلها جانبًا لفترة من الزمن .. ولنبحث مرة عما يمكننا فعله والنجاح فيه .. ونفرح بالنجاح وطعمه ولو مرة ..